التعريف بالشيخ إبراهيم نياس رحمه الله

بواسطة مجلة السلام بتاريخ الخميس، 27 سبتمبر 2012 | 5:49 ص


التعريف بالشيخ إبراهيم نياس رحمه الله



التعريف بالشيخ إبراهيم نياس رحمه الله ادعوك أيها القارئ إلى الاستمتاع والاستمداد من هذا الحديث الذي اجري معه من طرف: الأستاذ محمد.

مسعود جبران ونشر على صفحات مجلة (جوهر الإسلام) التونسية العدد2 السنة الرابعة (نوفمبر 1971) من الصفحة 77 إلى الصفحة 88.
عزيزي القارئ ادعك الآن مع المربي والداعية الكبير شيخ الإسلام إبراهيم نياس.
س: هل تتفضلون-فضيلة الشيخ- بإعطاء القراء لمحة موجزة عن ترجمتكم وعن حياة إخوتنا المسلمين في بلادكم؟
ج: الحمد لله ولدت عام 1320 من الهجرة في طيبة بسنغال وفي سنغال نشأت وتعلمت على يد والدي المرحوم شيخ الإسلام الحاج عبد الله نياس المتوفى سنة 1340هـ وكان مركز الوالد ملتقى لفطاحل العلماء ولكبار رجال الأدب والشعر والمهتمين بالدعوة إلى الإسلام من السنغاليين والشناقط والمغاربة الزوار.
وقد كان والدي المجاهد المصلح ممن وفقهم الله لحج بيته الحرام مع ما كان يعترض من يريد الحج حينئذ من صعوبات وعراقيل وقد زار عدة أقطار عربية بما فيها مصر واجتمع بعلماء الأزهر الذين أعجبوا بعلمه وأشادوا بفضله وأجازوه وكان ذلك عام 1309هـ وبعد أن حصلت على عدة إجازات من الوالد وغيره من كبار العلماء للتدريس والفتيا شرعت في المساهمة في حمل الرسالة وتحمل المسؤولية أستاذا في الشريعة وعلومها وفي اللغة العربية أيضا وآدابها واشتغلت بالوعظ والإرشاد وتربية الشباب المسلم وتهيأتهم للقيادة كما جابهت التبشير وعملاءه منذ الوهلة الأولى. وكانت قلة الإطارات الإسلامية عندنا في الثلاثينات تضطرني للعمل في عدة جبهات فلم اعرف الراحة أبدا ولم يكن لي إليها من سبيل ولم تشغلني هذه المهام كلها عن البحث والتأليف وقرض الشعر في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مواضيع إسلامية.
وبالجملة فقد تلقيت تربية إسلامية صرفة وتفرغت للدعوة إلى الله وواصلت الجهاد بفضل الله منذ نصف قرن ولم أزل وقد استجاب لدعوتي ألوف مؤلفة من السنغاليين وملايين من الأفارقة تربطنا عقيدة التوحيد مسلمين سنيين أشعريين على مذهب الإمام مالك بن انس رضي الله عنه.
وأما المسلمون في سنغال فهم الأغلبية الساحقة من السكان إذ يبلغون 95% من السكان على الأقل والنسبة الباقية هم المسيحيون والوثنيون وعددهم في تناقص مستمر إذ أنهم يدخلون في الإسلام باستمرار حتى الفرنسيون المسيحيون منهم فآخر من استجاب لدعوتي فتاة فرنسية فأسلمت في الشهر الماضي فقط(1).
وأرجو أن يوفق الله مسلمي السنغال وغيرهم لتوحيد صفوفهم والاجتماع تحت راية القرآن والتعاون بإخلاص حتى يترجموا كميتهم هذه إلى كيفية وقيمة مشرفة وما ذلك على الله بعزيز.
س: حضرة الأستاذ هل لكم أن تعرفوا القراء بتآليفكم؟

ج: الفت باللغة العربية كتبا كثيرة ولله الحمد بعضها مطبوع وأكثرها لم تزل مخطوطة ومما طبع “رفع الملام في أحكام تتعلق بالصلاة وفيه مباحث في أصول الفقه” ومنها تحفة أهل الحاضرة في المناسك والحجة البالغة في الدفاع عن القرآن وكاشف الإلباس في التصوف وعلم السلوك وإفريقيا للإفريقيين في الرد على رئيس أساقفة دكار لفيفر وروح الأدب في المواعظ والأخلاق وتحفة الأطفال في الصرف وسبيل السلام بحث حول مقام إبراهيم عندما أريد نقله منذ سنوات ونجوم الهدى وهو كتاب تحدثت فيه عن أفضلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإفادة المريد وتنبيه الأذكياء في التصوف أيضا وديوان شعر في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضمن آلاف الأبيات الخ.

س: في الختام –فضيلة الداعية- ندع لكم المجال لإسداء نصيحة من خلال تجاربكم للمنخرطين في ميدان الدعوة الإسلامية؟
ج: على الداعية المسلم أن يكون دائم التلاوة والتأمل للقرآن الكريم وحريصا على دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه إن يفعل ذلك يجد في نفسه طاقات هائلة ويكن ذا بصيرة مستنيرة يهتدى بها في طريق الدعوة وعليه أن يكون واسع الإطلاع بالنسبة لمعارف عصره ومشاكل الوقت وان يكون سخيا في مواهبه غير منتظر من الخلق شيئا لأنه من حملة ميراث النبوة وألا يستخفه شيء من منهجه الواضح الثابت فالانتصارات من فضل الله وعليه حيالها الشكر والتواضع والانكسارات (مما قدره الله) ولا ييأس أبدا. والكلام هنا طويل الذيل وفيما ذكرت كفاية المتوسم وعلى الله قصد السبيل. بهذه الإجابات الدقيقة التي أفاض بها عالم عامل من رجالاتنا المعاصرين الذين تباهى بهم دعوة الإسلام نرجو أن ينتفع بها شباب البلاد ورجال الدعوة.
تحية صادقة مجددة لهذا الزعيم المسلم ولأتباعه المخلصين وعلى رأسهم أخي إبراهيم محمود جوب حفظه الله.
أجريت المقابلة بتاريخ 21/9/1971م وتوفي رحمه الله سنة 1975 ودفن في مدينة كولاخ بالسنغال.

0 التعليقات:

إرسال تعليق